دور الامبريالية في تكريس أزمة المناخ وتدمير وحدة الانسان والطبيعة
الترجمات الموجودة
1 - ينعقد بشرم الشيخ بمصر يوم 12 نونبر 2022 الملتقى 27 لقمة المناخ العالمي، في وضع بيئي عالمي أكثر كارثية من سنة 2015 تاريخ انعقاد كوب 22 بمدينة مراكش بالمغرب. فخلال سنة 2015 قام مجموعة من المناضلين النقابيين والحقوقيين والجمعويين بتأسيس الشبكة الديموقراطية لمواكبة كوب 22 لنقد وتعرية البرامج والخطابات البيئية الامبريالية الرأسمالية تحت شعار الاقتصاد الأخضر، والتشهير بالكذب والتلفيق المواكب لها. وحيث قام أعضاء الشبكة بزيارة أربعين مدينة مغربية لتقديم مرافعات متعددة أمام الطبقات الكادحة في هذا الشأن والتي توجت بتظاهرة ضخمة بمدينة مراكش على هامش انعقاد الملتقى.
2 - ان قمة شرم الشيخ بمصر التي تنعقد بعد ثماني سنوات من انعقاد قمة مراكش تضع من بين أهدافها العديد من الأهداف المعلنة منذ قمة باريس كوب 21، والتي لم تعمل البلدان الامبريالية على تتحقيقها الى اليوم، بل ان ما يعملون على تحقيقه هو ما يسمى بالاقتصاد الأخضر، الذي يرمي الى تسويق عدد من المنتجات الصناعية كالسيارة الكهربائية وتجهيزات الطافات المتجددة، وذلك دون التقدم خطوة واحدة نحو تقليص نسبة الاحتباس الحراري أو التراجع عن استخراج المزيد من الوقود الاحفوري واستعمال الطاقة النووية. بل ان حرب أكرانيا فتحت المجال من جديد أمام استغلال المزيد من غاز الشيست والتكسير الهيدروليكي. ان الاحتجاج المحلي والعالمي على هامش انعقاد قمة شرم الشيخ بمصر ضروري، ورغم عدم القدرة على تنظيم مثل هذا الاحتجاج في مصرا نظرا للطبيعة الفاشية للنظام الفائم في مصر فسينظم مع ذلك تجمع لمناضلي الجبهة الموحدة ضد الفاشية والامبريالية العالمية والقادمين من عدة بلدان، احتجاجا موحدا بباريس يوم 22 نونبر 2022.
3 - فيما يلي أهم المتغيرات التي حدثت في السياسة الامبريالية الدولية والتي كرست الانتكاسة البيئية الحالية وتهدد اليوم البيئة والمناخ ووحدة الانسان والطبيعة:
1 – الأزمة الاقتصادية وصعود اليمين المتطرف وسياسات تذبير الأزمة
2 - تسارع التدمير الكارثي للمحيط البيئي
3 - الصراع الطبقي العالمي كحل وحيد للبناء الاشتراكي
أولا: الأزمة الاقتصادية وصعود اليمين المتطرف وسياسات تدبير الأزمة
1 – شهد العالم منذ سنة 2000 ثلاث أزمات اقتصادية ومالية قوية هزت العالم الرأسمالي، تتجاوز كل ازمة سابقتها من حيث القوة وتدمير رأس المال والتسريحات الجماعية للطبقة العاملة. فالأزمة الأولى سنوات 2001 – 2003، والتي جاءت على اثر انهيار الدورة الاقتصادية التي بدأت بازدهار محدود لتكنولوجيا المعلومات وسلاسل التوريد الدولية، وبدأ التراجع والكساد مع انهيار شركة انرون في الولايات المتحدة الأمريكية وما صاحب ذلك من انهيارات في سلسلة التوريد العالمية خاصة منها في قطاع صناعة النسيج.
2 – أما الأزمة الثانية لسنوات 2008 – 2014، والتي جاءت على اثر ازدهار محدود في قطاع العقار، ثم ما لبث ان شكل هذا القطاع منطلق ازمة ما سمي بأزمة السوبرايم والتي سرعان ما عمت العالم الرأسمالي بأكمله وشملت مختلف القطاعات خاصة قطاعات سلسلة التوريد العالمية.
3 – ثم في سنة 2018 صعدت الى الواجهة ازمة الانكماش الكبير للقطاع الصناعي وللصادرات العالمية وتراجعت معدلات الاستثمار وتصريف المنتجات الفائضة وتدهور معدلات الربح والفائدة وهي الازمة التي لا زالت متواصلة الى اليوم وفاقمتها جائحة كورونا ثم حرب اكرانيا.
4 – الظاهرة التي صاحبت هذه الأزمات الثلاث هي تقلص الفجوة الفاصلة بينها، حيث تقلصت فترات الانتعاش بين الأزمات الثلاث، من خمس الى اربع سنوات. وهي المدة الزمنية التي تستغرقها فترة رواج خلال الدورة الاقتصادية المعنية بالامر. بينما توسعت فترة الازمات والكساد من ثلاثة الى خمسة الى أكثر خلال الازمة الحالية التي لم تنتهي بعد.
5 – الطابع الأساسي لهذه الأزمات الثلاث هي انطلاقها من وضع مزمن من الإنتاج الزائد من السلع والخدمات. في مقابل عجز السوق الرأسمالية عن امتصاص العرض السلعي الهائل في الأسواق. وهو ما ولد تراجعا صارخا في معدلات الأرباح والفائدة. في المقابل لا تنطلق فترات الانتعاش للدورات الاقتصادية المعنية بالأمر، من تمويل ذاتي يودي الى تراكم حقيقي. بل ان جميع اشكال النمو التي تحققها المؤسسات الرأسمالية المختلفة تقوم أساسا على استدانة مفرطة، وعلى تسهيلات ميزانيات الدول على شكل قروض ميسرة، غالبا ما لا تسترجع، وتضمنها صناديق التأمين التابعة للدولة، بمعنى ان الجماهير والطبقات الكادحة، هي من يتحمل أعباء هذه القروض والتسهيلات عن طريق الضرائب.
6 – التحالفات الطبقية الحاكمة الممثلة للرأسمال المحلي والدولي أصبحت تدرك جيدا طبيعة هذا المأزق الذي توجد فيه رأسمالية اليوم. خاصة واقع النمو المصطنع المفبرك بواسطة المديونية المفرطة. وعدم قدرة الأسواق على امتصاص فائض الإنتاج المتراكم باستمرار. وأيضا دخول معدلات الربح الرأسمالي في سيرورة من الانحدار الذي لا حدود له. والذي ينتهي دائما الى تفاقم أزمات الدورات الاقتصادية. وصعوبة الرجوع الى مرحلة الانتعاش بدون قوانين وإجراءات قسرية، لا شعبية، لتدبير الأزمة، وتكريس أشكال من الادخار الاجبارية. يتم من خلال عذع السياسات تفكيك الخدمات العمومية وخوصصتها. وإلغاء كافة النفقات الاجتماعية التي تحقق حد أدنى من التوازن الاقتصادي والاجتماعي.
7 – من أجل بلوغ التحالفات الطبقية الحاكمة أهدافها في تدبير الازمة وضمان استمرارية سياساتها "النيو الليبيرالية". وضمان النمو المصطنع بدون تنمية. عبر نهب فائض القيمة، من خلال مديونية هائلة يستحيل سدادها. وعبر ضرائب يسددها عموم الكادحين. وتعفى منها بشكل او بآخر المؤسسات الرأسمالية الكبرى. والتي تتلقى بالمقابل باستمرار تمويلات وتسهيلات من طرف الميزانيات العامة. فإنها تلتف سياسيا على كيفية إدارة الاختيارات الانتخابية الديموقراطية البرجوازية. من خلال دعم قوي للأحزاب اليمينية، بأموال هائلة. وبوسائل اعلام محتكرة من طرف الدولة أو من طرف مؤسسات رأسمالية. فتنتصر للإيديولوجيات النيو ليبرالية ولهيمنة سياسية لليمين المتطرف، كما تمارس باستمرار معاداة الشيوعية والقوى التقدمية المعارضة وكذا الهيئات النقابية والحقوقية الجادة.
8 – هناك ميل عالمي لانتخاب القوى السياسية اليمينية والفاشية والتي تعمل على تطبيق السياسات الاقتصادية والاجتماعية المملات من طرف التحالفات الطبقية الحاكمة. فقد لوحظ أن هناك أزيد من 60 في المائة من الحكومات اليمينية الفاشية التي انتخبت بهذه الطريقة. سواء في أوروبا كما حدث مؤخرا في إيطاليا وبريطانيا مثلا. أو في أمريكا مع دونالد ترامب في الولايات المتحدة الامريكية و بولسوناروا في البرازيل. أو في آسيا والشرق الاوسط كحكومات بشار الأسد في سوريا والطيب أردوغان في تركيا ومودي بالهند. وفي افريقيا كأمثلة عديدة في جنوب افريقيا ووسطها وشمالها مثل عبد الفتاح السيسي في مصر وقيس سعيد في تونس وعبد المجيد تبون في الجزائر.
9 – وتلعب الاحتكارات الرأسمالية الدولية وحكوماتها الامبريالية دورا أساسيا في خلق ودعم التيارات اليمينية والفاشية التي تساند شروط تراكمها. بينما تحمي الإمبرياليات باقي حكومات الدول التي تمارس القمع ضد شعوبها من اجل تمرير السياسات المحابية للاحتكارات العالميو. بينما تعادي الامبرياليات، الحكومات التي تسعى لاعتماد اشكال مستقلة من التنمية، كما كان الشأن بالنسبة لعدد من بلدان أمريكا اللاتينية كفنزويلا والبرازيل والتي تميل نحو انتخاب حكومات أكثر تحررا واستقلالية نحو السياسات الليبيرالية وراعيتها من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية.
ثانيا: تسارع التدمير الكارثي للمحيط البيئي
1 - ان تدمير وحدة الانسان والطبيعة والذي شهد صيرورة متسارعة عالميا منذ بداية عقد السبعينات من القرن العشرين، على كافة المستويات. من تلويت البحار والمحيطات. والقضاء النهائي على العديد من الأصناف الحيوانية والنباتية. وعلى تدمير باطن الأرض وسطحها بفعل الاستخراج المتوحش للوقود الاحفوري وخاصة غاز الشيست والتكسير الهيدروليكي. وارتفاع حدة الانبعاثات الغازية والاحترار العالمي مما وسع مساحة ثقب الأزون. وما نجم عن ذلك من دوبان متواصل للكثل الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي.
2 – وأمام هذا التدمير المنهجي لوحدة الانسان والطبيعة تقف الاحتكارات الرأسمالية الدولية في وجه اعتماد الحلول البيئية الكفيلة بوقف هذا التدمير. والتي ظلت تطالب بها خطابات المؤتمرات الدورية للمناخ. والحيلولة دون تحقيق أهدافها ومنها على الخصوص اعتماد الطاقات المتجددة نظرا لكونها تعرقل اختياراتها التقليدية الملوثة.
3 ونظرا للطبيعة الانتاجوية للاحتكارات الرأسمالية فقد دفعت هذه الأخيرة، الإنتاج الزراعي والامن الغذائي الى الدخول في ازمة مزمنة. نظرا لاعتمادها على الزراعات المكثفة الوحيدة الإنتاج، كالافوكا والكلمنتين مثلا، والموجهة نحو التصدير. والتي تحقق أعلى فائض قيمة. بينما لا تكثرت لاستنزاف الفرشة المائية الضرورية للإنسان والحيوان والنبات. ولا للأمن الغذائي للساكنة المحلية. إن أزمة الغذاء الحالية تتفاقم لتصبح أزمة غذائية عابرة للحدود لها عواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة. حيث يعاني اليوم 811 مليون شخص بالفعل من الجوع في العالم. ويعاني ملياري شخص من سوء التغذية. ومنذ 24 فبراير 2022، انفجرت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم. ومن أجل الاستفادة من نقص المواد الغذائية الأساسية، يضغط الاتحاد الأوروبي من أجل تمديد إنتاجية الاحتكارات الزراعية للحبوب وزيادة أسعار المواد الغذائية بشكل غير متناسب.
4 – ان عداء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمطالب البيئية لكوب 21 كان واضحا، بل اعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من مؤتمرات المناخ الدورية، وتجاهل كامل توصياتها. أما الرئيس جو بايدن فرغم إعلانه عقب انتخابه العودة الى دعم مؤتمرات المناخ، فإن الحرب الاكرانية شكلت ذريعة للعودة بشكل أشرس نحو الإنتاج المفرط المكثف للوقود الاحفوري ولتصدير غاز الشيست نحو بلدان أوروبا التي تدعي حماية البيئة والمناخ. وبطبيعة الحال تحولت العديد من بلدان أوروبا عن أهدافها البئية السابقة وخاصة المانيا وفرنسا بدريعة مواجهة ازمة الغاز والنفط الى مصادر الطاقة الملوثة كالفحم ومحطات انتاج الطاقة النووية.
5 - إن الغاز الطبيعي والتكسير الهيدروليكي يتسبب في إتلاف المناخ، ليس فقط بسبب ثاني أكسيد الكربون الناتج عنه أثناء الاحتراق والمواد الكيميائية التي يتم ضخها مع المياه الجوفية في الأرض. ولكن أيضًا بسبب الانبعاث الهائل لغاز الميثان، وهو غاز من الغازات الدفيئة، من آبار الحفر وتسربات خطوط أنابيب الغاز. ويحتوي غاز الميثان على احتمال بروز ظاهرة الاحتباس الحراري بأكثر من 20 مرة من CO2 - وقد تسبب بالفعل بنسبة 16,4 بالمائة من الاحتباس الحراري في عام 2019.
6 – ان عودة القوى الامبريالية الأوروبية كفرنسا وألمانيا نحو الإنتاج النووي بذريعة تغطية حاجتها من الكهرباء، ومواجهة ازمة الغاز والنفط الروسي، يفتح آفاق ذات مخاطر متعددة. فمحطات الطاقة النووية تشكل مخاطر لا يمكن التنبؤ بها. حيث تعتمد جميع المنشآت النووية على مصدر طاقة موثوق به لتبريد عناصر الوقود الخاصة بها. فإذا انقطع هذا المصدر، على سبيل المثال، بسبب حرب أو كارثة طبيعية. فإن قلب المفاعل يتعرض لمخاطر الذوبان بشكل لا يمكن السيطرة عليه. والأمثلة التاريخية لتشرنوبيل وفوكوشيما تشكل دليلا على ذلك. كما يمثل الإحياء المنشود للطاقة النووية، يهدف بشكل لا لبس فيه إلى تزويد أوروبا بأسلحة نووية، مما يرفع من حدة مخاطر نشوب حرب نووية.
7 – فخلال سنة 2021، امتلكت تسع قوى نووية إمبريالية مجتمعة ما يقرب من 13.080 سلاحًا نوويًا. تتوفر على إمكانات لتدمير المحيط الحيوي الحالي للأرض عدة مرات. ويعمل الاستراتيجيون العسكريون الإمبرياليون في الناتو وفي روسيا مرة أخرى على تطوير المفهوم الإجرامي لحرب نووية محدودة.
8 – وغير خاف أنه ينتج عن كل سلاح نووي - حتى التكتيكي منه - دمار هائل وأضرار جسيمة وموت جماعي على مدى مئات الكيلومترات المربعة. وقد أوضحت الخبرة العلمية أنه حتى بالنسبة للقوة المتفجرة المنخفضة (0.3 كيلو طن) من الأسلحة النووية يمكن أن تسبب أضرارًا أكبر بكثير من المتفجرات التقليدية. ... كما أن التساقط الإشعاعي سيلوث الهواء والتربة والماء والإمدادات الغذائية بشكل واسع ومطلق.
9 - إن الطاقة المتوفرة اليوم بكثرة والتي يمكن إنتاجها صناعياً بتكلفة أقل على أساس طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبدائل الأخرى وكذلك على تخزين الطاقة، هي ما تحتاجه الشعوب المسالمة. وهو جزء من التحضير المادي الشامل للاشتراكية التضامنية المنفتحة على استعادة انسجام وحدة الإنسان وطبيعة. ومع ذلك، في ظل سيطرة الاحتكارات الرأسمالية، لا يتم استغلال هذه الإمكانيات من التقدم العلمي والتقني. بل على العكس من ذلك تتحول إلى عمل تجاري يحقق أقصى ربح، موجه نحو البحث عن الريادة في السوق العالمية.
10 – حدرت المنظمة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، التي كانت تقلل من أهمية المخاطر، سنة 2021 من مرحلة جديدة من ارتفاع موجات حرارة الأرض الحارقة والتي من شأنها أن تهدد البشر بموجات حر مميتة. وفي فبراير 2022، توقع خطر حدوث ردود الفعل تسلسلية غير منضبطة، من شأنها أن تعرض 3,6 مليار شخص للخطر بشكل حاد. لكن الاحتكارات الرأسمالية الدولية للطاقة والمواد الخام تظل غير مبالية تمامًا. فبالنسبة لهم، من غير الوارد حتى تصور التوقف عن الاستمرار في التنقيب والاستغلال المتزايد لمصادر الطاقة الأحفورية. ففي عام 2017، أنتجت 100 شركة احتكارية عملاقة وحدها 71 في المائة من جميع المواد التي تتسبب في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم. بين عامي 2008 و 2020، زاد تعدين الفحم العالمي بنسبة 16.6 في المائة. وإنتاج النفط بنسبة 1,4 في المائة وإنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 27 في المائة.
11 – كما أن زيادة التسلح على المستوى العالمي، حيث تم صرف تريليوني دولار أمريكي في الإنفاق العسكري في عام 2021. وايضا الدفع نحو المزيد من الحروب، أصبحت تشكل العوامل المكرسة للأزمة البيئية. فهي لا تدمر عشرات الآلاف من الأرواح البشرية والظروف المعيشية لملايين الأشخاص فحسب، بل تعمل أيضًا على تدمير المحيط الحيوي للإنسان بطريقة متسارعة، وتُهدر المواد الخام، وتعزز الاحترار العالمي.
12 – ان الضغوطات التي تمارسها الامبريالية والاحتكارات الرأسمالية سياسيا وماليا واقتصاديا لحمل التيارات اليمينية والفاشية الى الحكم في مختلف البلدان، من شأنه أن يكرس السياسات البربرية التي تساهم في الاتجاه الكارثي للمناخ والمحيط البيئي نحو تدمير وحدة الانسان والطبيعة والحياة على كوكب الأرض.
ثالثا: الصراع الطبقي العالمي كحل وحيد للبناء الاشتراكي
1 – منذ انهيار سور برلين وتراجع القوى الاشتراكية عن دورها التاريخي في نقد ومواجهة نمط الإنتاج الرأسمالي، وتسليع الحياة، وهيمنة القيمة التبادلية على عقلية ونمط التفكير المغترب، بالمصلحة الخاصة. ومعاداة الاشتراكية وكل ما هو جماعي تضامني انساني. اصبح المجال مفتوحا امام القوى اليمينية والفاشية لتخترق طريقها نحو السلطة السياسية بدعم من الأموال والقوة الاقتصادية والإعلامية للاحتكارات الرأسمالية الامبريالية.
2 – إن التحولات التي نشهدها حتى في مجال التدمير البيئي وتخريب وحدة الانسان والطبيعة وما ينتج عن كل ذلك من كوارث وحروب وفقر مدقع وهجرات في جميع الاتجاهات، هي من فعل القوى الامبريالية والتي يجب محاربتها فكريا وميدانيا عبر تأسيس حركات عمالية جماهيرية نسائية وشبابية محليا وعالميا ضد التخريب الامبريالي للبيئة. وضد التسلح والحروب وتسليع الحياة. انها دعوة للدخول في صراع طبقي عالمي ضد الامبريالية، ورفض الصمت والسكون وترك الخطاب البربري اليميني والفاشستي يأخذ مكانه بيننا.
3 – ان المجتمع العالمي يعيش على وقع ازمة سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة، تتغذى على تفاعل الأزمات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والبيئية والاجتماعية والأيديولوجية. وكذلك أزمة نظام الأسرة البرجوازي. وأزمة اللاجئين. وأزمات الصحة والجوع والفقر. ويتداخل سيناريو الأزمة المتفاقم بشكل متبادل مع أعمق أزمة اقتصادية ومالية عالمية في ظل أزمة كورونا والأزمات المختلفة الموازية الأخرى للنظام العالمي الإمبريالي التي أصبحت مزمنة.
4 – لكن هذه الازمة المتعددة الأبعاد لها من جهة أخرى وقع عميق على شحذ الوعي الطبقي الجماعي. وعلى انبعاث رغبات جماعية محلية وعالمية لتغيير هذا الواقع المتأزم. وتبدوا التوجهات الاشتراكية وتضامن الشعوب لإنهاء عهد تحكم الامبريالية الرأسمالية، من أفضل المشاريع التي تفتح آفاقا نحو الامل في غذ أفضل. الا أن الانتقال من الوضع الحالي المتأزم نحو الوضع الاشتراكي، لا يحدث بشكل مفاجئ وفي لحظة واحدة، بل يحدث عبر عملية تخمر للوعي الطبقي طويل الأمد، تساهم فيه القوى الثورية بشكل ميداني فاعل. لنقل الوعي الى الاحاسيس والى تجسيد هذا الوعي والاحاسيس في الفعل المناهض للإمبريالية وللقوى الرجعية والفاشية.
5 - إن الفعل الديناميكي الميداني في رفع الوعي بين الطبقة العاملة والجماهير العريضة يكتسب أهمية حاسمة. كما أن العامل الحاسم بالنسبة للعامل الذاتي هو البناء المتسارع للأحزاب الثورية وتقويتها بالترابط مع تعزيز منظمات الجماهير للدفاع الذاتي المستقلة. كما أن النضال من أجل الحقوق والحريات الديمقراطية يحتل مركز الصدارة بين المطالب السياسية. وهو موجه ضد اتجاه النظام الإمبريالي العالمي نحو الاستيلاء اليميني والفاشي على السلطة. وبالتالي اتجاهها نحو تدمير البيئة والحروب كجزء من سياسات تدبيرها لازمتها المتفاقمة. وغالبا ما تتطور نضالات الجماهير بشكل انفجاري، منتقلة من هدوء مخادع، أو بشكل غير متوقع، نحو سلسلة تفاعلية من الانتفاضات والتغيرات الهيكلية العميقة في بنية الأنظمة الرأسمالية المهيمنة.
الحركة الماركسية اللينينية المغربية – الخط البروليتاري (MMLPL)