جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بين الحرب والسلام
الترجمات الموجودة
الرفيقات والرفاق الأعزاء
تحية ثورية حمراء
في ظل الهجمة الشرسة على الرفاق في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وتهديدات البرجوازية الأمريكية الوضيعة لها، من أجل ضرب النظام الإشتراكي الذي أصبح نموذجاً يحتذى به في وقتنا الحاضر، لم يصبح أمام البلد الإشتراكي سوى الدفاع عن نفسه.
في ظل النظام الإشتراكي في الإتحاد السوفييتي كان للإمبريالية وحلفاؤها إذاعات تبث دعايات مضادة للفكر الإشتراكي لتشويه هذا البلد ورغبةً في القضاء عليه، وكانت قوة النظام الإشتراكي في الإتحاد السوفييتي تمتد من قلب موسكو إلى أقصى الأرض، وكانت تلك القوة تكمن في مقاومته للإمبريالية ومساعدة كل الحركات الشيوعية في العالم للقضاء على الأنظمة الإمبريالية وبناء الإشتراكية في بلدانهم، وكانت المواجهة بين الإشتراكية والإمبريالية آنذاك مواجهة شرسة على كافة الجبهات، وبعد إغتيال الرفيق ستالين بالسم والإنقلاب على الثورة الإشتراكية في أكتوبر 1917 ومكتسباتها تقلصت تلك المواجهة وبدأت بوادر الحرب الباردة بين القوتين العظميين وأصبح هناك تراجع وتراخي في مواجهة الإمبريالية وحلفاؤها، وأدى ذلك الإنقلاب إلى ظهور أفكار ذات طابع يميني، وبدلاً من مساعدة الرفاق حول العالم في القضاء على أنظمتهم بالثورة وبناء الإشتراكية تم طرح تلك الأفكار التحريفية، وكان على رأس تلك الأفكار ( التطور اللارأسمالي، والطريق البرلماني، ودولة الشعب كله بدلاً من ديكتاتورية البروليتاريا ).
إن هذه الأفكار لم تجدي نفعاً منذ الخمسينيات وحتى الآن، بل وأتت تلك الأفكار بنوع من التراخي والتراجع والذي قام بتحويل مسار الصراع الطبقي من صراع ثوري إلى صراع برلماني في إطار المنظومة والقوانين التي وضعتها الإمبريالية.
في ظل تلك الفترة الزمنية كان يوجد في إيطاليا حزب شيوعي يعمل في إطار المنظومة الإمبريالية وأخذ يسير في طريق البرلمان ولم يؤدي به ذلك إلى الوصول للسلطة وتحقيق الإشتراكية، وبالطبع أدى ذلك إلى أن إنفضت جماهيره عنه لأنه ترك الطريق الثوري وأنزلق في وهم يسمى بالطريق البرلماني وأصبح أحد عناصر المنظومة الإمبريالية.
وفي فرنسا نجد مثال آخر على إنحدار الأحزاب الشيوعية في تلك الفترة وتراخيها وتراجعها عن الخط الثوري والأخذ بأفكار أدت بهم إلى عدم إمكانيتهم على تحقيق الإشتراكية، وأخذ الحزب الشيوعي في فرنسا وقتها بفكرة الخط البرلماني وأنزلق في تلك المنظومة الإمبريالية وأنفضت عنه جماهيره وتراجع دوره وأصبح أحد عناصر اللعبة الإمبريالية.
وكان الرهان على مصر ويوغسولافيا والهند والجزائر في تحقيق الإشتراكية عن طريق التطور اللارأسمالي، ولم يحدث أن تحققت الإشتراكية في تلك البلدان، بل أصبحت هذه الدول مجرد رصيد للإمبريالية ومعادية للشيوعية نتيجةً لتلك الأفكار العفنة التي ظهرت في تلك المرحلة وتبنتها تلك الأنظمة.
وعلى سبيل المثال، كان النظام الناصري في مصر أكثر وحشية ضد الشيوعيين، فكانت الإعتقالات والإغتيالات بالجملة، وكذلك فإن النظام في يوغسولافيا قام بعمل مذبحة كبرى ضد الحزب الشيوعي اليوغسلافي.
بل وأدى ظهور تلك الأفكار إلى تفشي الخط اليميني داخل الحزب الشيوعي نفسه في الإتحاد السوفييتي.
وذلك إن دل فإنما يدل على أن الأخذ بأفكار يمينية تدعو للسلم مع البرجوازية وعدم الإستمرار في الخط الثوري لا يأتي بالإشتراكية أبداً، وأن قيام الإشتراكية لن يأتي سوى بمقاومة شرسة نابعة من الأفكار الثورية وليست أفكار السلم وتمييع الصراع، فلا يوجد بين الإشتراكية والبرجوازية سلم، وإنما صراع طبقي دموي شرس.
وكان ظهور البيان الشيوعي لكارل ماركس وفردريك إنجلز في 1848 بمثابة شبح أرعب البرجوازية في أوروبا، وأصبح هذا الشبح مجسداً في الإتحاد السوفييتي بعد إنتصار لينين ورفاقه في الثورة الإشتراكية في 1917، ولكن مع تراجع الإتحاد السوفييتي عن دوره الثوري وتبنيه لتلك الأفكار اليمينية أدى به ذلك إلى الإنهيار، وها نحن الآن في وقتنا الحاضر نرى شبح الشيوعية يتجسد في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وذلك هو ما يسبب الذعر والرعب للبرجوازية الأمريكية الفاشية الوضيعة، لأنها لن تقبل أبداً بأن تتحقق الإشتراكية حتى لو كان ذلك في بلد واحد، لأن ذلك يعني القضاء عليها وعلى كل الأنظمة البرجوازية الفاشية الوضيعة.
إن كل من يدعي من الأحزاب التي تسمى شيوعية في أوروبا بأن النظام في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يهدد العالم بحرب نووية ويهدد السلم العالمي، إنما هم يعملون في إطار البرجوازية الوضيعة ويخدمون أغراضها في إيقاف تقدم البلد الإشتراكي.
إننا في الحزب الشيوعي الثوري كنا قد نشرنا مقالات تدعوا للدفاع عن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وتوضح بأن هذا البلد الإشتراكي إنما يقوم بالتسلح من أجل الدفاع عن نفسه وعن تحقيق وتقدم الإشتراكية، وليس من أجل إشعال حروب نووية، وها هي تلك المقالات :-
1 – لنفهم كوريا ولندافع عنها – مقابلة مع سفير جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
2 – حول التفجير التجريبي للقنبلة الهيدروجينية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
3 – حول قرار مجلس الأمن الدولي بشأن تشديد العقوبات ضد كوريا الديمقراطية.
فيا أدعياء الشيوعية إن تلك البرجوازية الوضيعة والتي تخدمون أغراضها إنما تمتلك من أسلحة الدمار الشامل ما يدمر الكوكب بأكمله عشرات المرات، فلماذا لم تواجهوها ؟ ولماذا الكيل بمكيالين ؟ ولماذا تبررون لها تسلحها بتلك الأسلحة لإبادة الشعوب وترفضون تسلح البلد الإشتراكي للدفاع عن نفسه !؟
* أمثلة على جرائم الرأسمالية والإمبريالية في حق الشعوب:-
1 – الحرب الأهلية الأمريكية – 4 ملايين قتيل.
2 – الحرب الأهلية الأسبانية – مليوني قتيل.
3 – مجاعة الهند الكبرى عام 1876 – 12 مليون.
4 – حرب الأفيون – 120 مليون مدمن من الشعب الصيني.
5 – جرائم فرنسا في الجزائر – مليون ونصف.
6 – الحرب العالمية الأولى – 10 ملايين قتيل.
7 – الحرب العالمية الثانية – 55 مليون.
8 – الحرب الكورية – 3 ملايين.
9 – الإحتلال الأمريكي للفلبين – مليون ونصف.
10 – المجاعة الأيرلندية الكبرى عام 1845 – مليوني شخص.
11 – فترة الكساد الإقتصادي العالمي 1929 – 1946 : تركت هذه الأزمة الرأسمالية الشعب الأمريكي في فقر مدقع 80% بطالة، ومجاعات في الريف راح ضحيتها 7 ملايين، أثرت الأزمة على أغلب دول العالم وتسببت بفقر ومجاعات في العديد من الدول، لم ينجو من هذه الأزمة سوى الإتحاد السوفييتي لإختلاف نظامه الإقتصادي.
12 – الحرب الأمريكية في فيتنام – تم حرق 50% من القرى على الأقل وتسويتها بالأرض، ولولا عامل الوقت لحرقوا كل شئ.
13 – قصف كمبوديا – 40 ألف قتيل.
14 – حرب البوير الأولى والثانية – 750000 قتيل.
15 – إبادة الهنود الحمر في فترة 1730 – 1924 : 40 مليون قتيل.
16 – الحرب الأهلية اليونانية – مليونين.
17 – الحرب في أفغانستان – مليون.
18 – حصار العراق وحرب الخليج الثانية وغزو العراق – 3 ملايين قتيل.
19 – الإحتلال الياباني للصين – مليون ونصف.
20 – الإحتلال الياباني لكوريا ومنغوليا – مليونين.
21 – مجاعة البنغال 1943 – 3 ملايين.
22 – الإرهاب الفاشي في إفريقيا – 250000 قتيل.
23 – سياسة الفصل العنصري وتجارة العبيد – 14 مليون.
24 – المجاعات في إفريقيا 1990 - 2013 : 9 ملايين جائع ومليون ميت.
25 – الإحتلال البريطاني للسودان – 10000 قتيل.
26 – سياسة الماس الدم في إفريقيا – 6 ملايين.
* المجموع = 176 مليون.
الرفيقات والرفاق في كل مكان، علينا أن نسأل أنفسنا : هل نحن شيوعيين حقاً ينبغي علينا الدفاع عن النظام الإشتراكي في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وندافع عن كل المضطهدين في العالم ضد تلك البرجوازية الفاشية الوضيعة أم نصبح من الأدعياء وندعوا للسلم وللتراجع عن الخط الثوري والعمل في إطار منظومة وقوانين البرجوازية الوضيعة ؟
إن الإجابة بالطبع هي أن كل شيوعي مخلص على دراية كافية بالماركسية اللينينية يعلم بأنه لا سلم مع البرجوازية وأن الإشتراكية لن تتحقق إلا بصراع دموي شرس يقضي على تلك الأنظمة الفاشية.
ولذلك فإننا في الحزب الشيوعي الثوري ندعوا كافة الرفاق أن يتبنوا الفكر الثوري في كفاحهم للقضاء على البرجوازية الوضيعة وتحقيق الإشتراكية، وأن يوضحوا موقفهم تجاه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وأن يدافعوا عنها وأن يتضامنوا مع مقاومتها ضد البرجوازية الأمريكية الفاشية الوضيعة.
عاشت الأممية الشيوعية
عاش كفاح الشيوعيين
الحزب الشيوعي الثوري – مصر
25 أغسطس 2017