أنت هنا: الصفحة الرّئيسية \ 2014 \ فجر الثورة الاشتراكية العالمية

فجر الثورة الاشتراكية العالمية

Marxist-Leninist Party of Germany (MLPD)

 

فجر الثورة الاشتراكية العالمية

مقدمة

الجزء الأول: إستراتيجية البروليتارية والطابع العالمي للثورة الاشتراكية

  1. ماركس وإنجلز يضعان أسس استراتيجية الثورة الاشتراكية العالمية

  2. ثورة أكتوبر المظفرة واستراتيجية الثورة البروليتارية العالمية

  3. إستراتيجية ماوتسي تونج لثورة الديمقراطية الجديدة كجزء من الثورة العالمية

  4. تاريخ „الاممية “ كشكل من تنظيم الثورة العالمية

  5. إنجازات خالدة في بناء الاشتراكية

  6. انتكاس الثورة العالمية بفعل ترميم الرأسمالية في الاتحاد السوفييتي

  7. طابع الثورة الاشتراكية في ظل ظروف نضوج تدويل أسلوب الإنتاج الرأسمالي

  8. الثورة العالمية تفتح الطريق أمام الولايات المتحدة الاشتراكية في العالم

 



الجزء الثاني : إستراتيجية وتكتيك الرأسمال المالي العالمي في الصراع الطبقي ضد البروليتاريا العالمية وحلفائها

  1. ضرورة وحدود سياسة مشتركة لرأس المال المالي العالمي

  2. المشاكل الأساسية للنظام الإمبريالي العالمي

  3. الخطر الذي يهدد أُسس العيش للبشرية من خلال كارثة بيئية عالمية

  4. نشوء وتطورنظام طريقة التفكير البرجوازي الصغير

  5. طابع الثورة المضادة "للحلف العالمي ضد الإرهاب"

  6. الدعم الإمبريالي للأصولية الدينية المتعصبة كشكل جديد من الفاشية

  7. معاداة الشيوعية باعتبارها جوهر إيديولوجية "الحرب ضد الإرهاب"

  8. التنسيق عبر الحدود للأجهزة السلطة الحكومية

  9. التعاون العالمي للاتحادات الاحتكارية في الصراع الطبقي

  10. تدويل نظام طريقة التفكير البرجوازي الصغير

 

الجزء الثالث: الاستراتيجية الماركسية اللينينية وتكتيكات للثورة العالمية

  1. حول مبادئ الاستراتيجية والتكتيك البروليتاريين

  2. استراتيجية وتكتيك الثورة العالمية

  3. تغييرات استراتيجية وتكتيك الصراع الطبقي الوطني والعالمي في إطار التحضير للثورة العالمية

  4. الاستراتيجية والتكتيك لصنع الجبهة الموحدة للبروليتاريا

  5. وحدة الصراع الطبقي الوطني والعالمي

  6. الانتقال إلى الصراع الطبقي بالمعنى الحقيقي

  7. التعاون العابر للحدود والتثوير المتبادل للصراع الطبقي في الانتقال إلى الأزمة الثورية

  8. اقامة الحلف النضالي مع شرائح البرجوازية الصغيرة

  9. العمل النسوي الماركسي اللينيني والحركة النسائية العالمية

  10. تمرد الشبيبة، باعتبارها الطليعة العملية للثورة العالمية

  11. وحدة النضال من أجل التحرر الوطني والاجتماعي في البلدان الاستعمارية الجديدة

  12. المعركة الأيديولوجية باعتبارها الاشتباك الأولي للثورة العالمية

  13. بناء الحزب الثوري والثورة العالمية

  14. الحاجة إلى مستوى جديد من الأممية البروليتارية

  15. اشكال تنظيمية عالمية لتنسيق وتثوير الصراعات الطبقية

 

 

الآفاق

ملحق:

قائمة المراجع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة

 

في مارس 2003، صدر كتاب: "غسق الآلهة على النظام العالمي الجديد" وهو يحتوي على تحليل ماركسي لينيني التنظيم الجديد للإنتاج العالمي الذي قد نجح منذ مطلع التسعينات في الاقتصاد الرأسمالي العالمي.

وقد أوصل هذا التغيير في القاعدة الاقتصادية للرأسمالية إلى التناقض الأساسي بين الطابع الاجتماعي للإنتاج وطابع الإستيلاء الرأسمالي إلى النقطة التي ظهرت فيها مرحلة جديدة في تطور الإمبريالية.

 

يكتسب أسلوب الإنتاج الرأسمالي الآن طابع عالمي في الغالب ويقع تحت إملاءات الحكم المنفرد الرأسمال المالي العالمي الذي يتألف من حوالي 500 من أكبر الاحتكارات العالمية والمعتمدة على قوة اكبر الدول الإمبريالية. فتدويل الإنتاج الاجتماعي أعطى دفعة قوية لتنمية القوى المنتجة1 وعلى نطاق عالمي فقد تم استكمال الشروط المادية لمجتمع خال من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. في نفس الوقت، وضع هذا التطور جميع العلاقات الاجتماعية التقليدية في بعد واحد في موضع شك، والتي فاقت الآثار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية خلال تطور الإمبريالية في بداية القرن العشرين. فالتناقض الأساسي العام في عصرنا بين الرأسمالية والاشتراكية يضغط أكثر من أي وقت مضى لايجاد حل.

ان الدور الاقتصادي للبلدان الوطنية يتم الاستيلاء عليه أكثر فأكثر من قبل كارتل الاحتكارات - الحاكم المنفرد الرأسمال المالي العالمي ، و الدول الإمبريالية الرائدة والمنظمات الدولية التي تهيمن عليها. لكن الدول القومية تشكل للنظام الرأسمالي، مع ذلك، ادوات سيطرة وقوة للاحتكارات العظمى المستوطنة لديها لا غنى عنها لِكبت الصراع الطبقي البروليتاري في هذه البلدان، و لا غنى عنها حتى في المنافسة في الأسواق العالمية والمعركة من أجل السيطرة على العالم.

ان القوى المنتجة الثورية العالمية تتمرد على علاقات الإنتاج2 الرأسمالية المنظمة على الصعيد الوطني. ولم يكن هذا يوما أكثر وضوحا الا خلال إدارة الأزمة من طرف القوى المهيمنة بمناسبة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي اندلعت في خريف عام 2008: وحده التعاون العالمي لكل القوى الإمبريالية المعنية أستطاع - في إطار اجتماع لدول مجموعة العشرين G20 عقد خصيصاً لهذا الغرضإدارة هذه الأزمة ،على الأقل مؤقتا، على نحو فعال. هذا ما سمح بتخفيف التناقضات الحادة والتأثيرات الهائلة التي - أقله منذ الحرب العالمية الثانية- خلقت اسوأ أزمة اقتصادية ومالية عالمية. لكن ثمن ذلك كان عدم حل المشاكل الأساسية، وانما تشديدها وترحيلها إلى المستقبل.

ان الضغوط الاقتصادية للمنافسة العالمية دفعت مؤسسات الاحتكار الحكومية إلى تُقوّيض الحقوق والمكتسبات،التي تحققت نتيجة نضال مكتف منذ الحرب العالمية الثانية من هنا تضاءلت أكثر فأكثر امكانية النظام الرأسمالي ربط الجماهير الى جانبه. ان جهاز الدولة البرجوازية تميل إلى فقدان القدرة على التصرف، والتي اكتسبتها في مرحلة الديمقراطية البرجوازية، أي النموذج الذي ساد لعقود في عهد ديكتاتورية الاحتكارات.

من خلال نداء الحرب الديماغوجية تحت شعار "الحرب على الإرهاب" تعمقت بشدة في البلدان الإمبريالية ، ردود الفعل داخلياً والعدوانية خارجيا. وهذا ما يكشف أكثر فأكثر، أن الديمقراطية البرجوازية مجرد مهزلة وان جوهر المجتمع الطبقي البرجوازي ودولته، مجرد ديكتاتورية الاحتكارات.

 

في كتاب : "غسق الآلهة على النظام العالمي الجديد" برهنا التنظيم الجديد للإنتاج العالمي قد شرع في بدء في ادخال مرحلة تاريخية جديدة في الانتقال من للرأسمالية نحو الاشتراكية. وهي تنضج فقط تفاعل العوامل الموضوعية والذاتية للصراع الطبقي. رغم كل التطورات المتضاربة يظهر منذ مطلع الألفية الثالثة، بروز توجه يساري عالمي كأهم اتجاه، بوصفه الظاهرة الحاسمة في تطوير الوعي الطبقي للطبقة العاملة والجماهير العريضة. واضح تماما تزايد المؤشرات على أن الهدوء النسبي الذي دام عقوداً من الزمن في الصراع الطبقي ينحل انحلالا لا رجعة فيه.

في شبكات الإنتاج العالمية، نشأت بروليتاريا صناعية عالمية، وهي تنمو وتسرع وتغيّر بنية الطبقة العاملة في جميع أنحاء العالم. وهي تختبر قوتها في المعارك الناتجة، وبدأت تعي الحاجة إلى ضرورة التضامن العالمي، وهي تبحث عن مخرج اجتماعي ومنفتحة على منظر الأفق الاشتراكي. ان فجر نهضة جديدة في النضال من أجل الاشتراكية ينبسق.

ان التحليل الماركسي اللينيني لتطور الجديدة للإمبريالية في كتاب "نظام الانتاج العالمي الجديد: غسق الآلهة على النظام العالمي الجديد" هو مجرد خطوة أولى للتكيف مع الواقع الجديد. الأكثر أهمية هي الاستنتاجات النظرية والعملية التي يمكن استخلاصها لتطوير استراتيجية وتكتيك بروليتاريين.

الظواهر الجديدة والتغيرات الأساسية في مجال التطور الاجتماعي ترتبط دائما مع بمنافسة في تعليل وشرعنه النظريات البرجوازية. فيضِ من النظريات الميتافيزيقية-المثالية غمر دور النشر ومحطات التلفزة ومواقع الإنترنت محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أكاذيب البرجوازية، أو تمرير مؤقت لأكاذيب جديدة في العالم. خصوصا المدافعون المتحمسون عن العلوم الاقتصادية البرجوازية بنظرياتهم حول الرأسمالية بانها لا تزال "الأفضل من كافة الأنظمة".

كلما انخفضت قدرتهم على الاقناع بين الجماهير، كلما اعطت وسائل الإعلام مجالا أوسع للبرجوازية الصغيرة الانتهازية من "منتقدي العولمة"، من مختلف الأطياف. هؤلاء يحاولون بصورة او باخرى النجاح على حبل مشدود (حبل سيرك): من جهة، هم يكشفون بمعرفة الآثار المدمرة التي لا يمكن إنكارها التنظيم الجديد للإنتاج العالمي والتوزيع العالمي ومن ناحية أخرى هم يضعون ينشرون المقترحات الإصلاحية والتحريفية الأكثر عبثية لتأهيل النظام العالمي الإمبريالي في العالم، وذلك للتهرب فقط من الثابت الوحيد، الاستنتاج الثوري.

التنظيم الجديد للإنتاج العالمي ليس "نمواً ليبرالياً جديداً" للنظام الإمبريالي العالمي يمكن تجنبه ، كما يدّعي ذلك منتقدو العولمة والانتهازيون البرجوازيون الصغار، وانما نتيجته المشروعة كما توقع ماركس ولينين. وهذا الإدراك سينعكس لا محالة في ارتفاع نمو الوعي الطبقي البروليتاري للطبقة العاملة، وعاجلا أم آجلا سيطور الصراع الطبقي ضد الأوضاع السائدة إلى أقصى درجة ممكنة وإيصاله للحل التاريخي.

ان تدويل القوى المنتجة سيؤدي حتما الى النهوض بتدويل الصراع الطبقي. وبالإمكان مشاهدة دلائل لا لبس فيها في جميع أنحاء العالم أن هذه العملية هي بالفعل على قدم وساق: الغليان الثوري العابر للحدود الوطنية في أمريكا اللاتينية مع مطلع الألفية الثالثة، حركة الانتفاضة الديمقراطية (الربيع العربي) في البلدان العربية في أوائل عام 2011، ،إضرابات واحتجاجات العمال على نطاق مجمعات صناعية باكملها عابرة للحدود الوطنية في أوروبا، وكذلك التقارب الواضح في شكل ومضمون النضالات الجماهيرية دفاعا عن الحقوق الاجتماعية، الاحتجاج في جميع أنحاء العالم ضد العدوان الامبريالي للولايات المتحدة وبريطانيا ضد العراق في عام 2003، الإعداد والتنفيذ المنسق عالميا لمؤتمر المرأة العالمي في فنزويلا في عام 2011 وأخيراً وليس آخراً، الاحتجاج العالمي ضد مسببي الكوارث البيئية العالمية.

تدويل الصراع الطبقي وتعزيزه من قبل منظمات ثورية لا يعني أن الصراع الطبقي على المستوى الوطني سيلعب دورا ثانويا. بدلا من ذلك، هناك تطور وتفاعل للصراع الطبقي الوطني والعالمي اللذان يخصبان ويقويان بعضهما البعض.

سيسقط النظام الإمبريالي العالمي. في عملية ثورية عالمية معقدة ومتناقضة، فإن هذا النظام سيضطر للتراجع خطوة خطوة امام الولايات المتحدة الاشتراكية في العالم. ، إذا كانت البشرية لا تريد أن تهلك في بربرية الرأسمالية. ولكن لا يمكن لأحد التنبؤ اليوم، كم من الوقت ستستغرق هذه العملية واي تضحيات سيتطلب هذا التحول التاريخي للمجتمع الطبقي. ولكن اتجاه التطور مع بداية القرن الحادي والعشرين واضح تماماً: الاتجاه الرئيسي في العالم هو الإعداد للثورة الاشتراكية العالمية!

يتوجب على الاستراتيجية والتكتيك الماركسي اللينيني ان يقدما تحليلاً شاملاً وملموساً للتنمية الاجتماعي الجديد وللصراع الطبقي العالمي وانعكاسه في وعي ونضالات الطبقة العاملة والجماهير العريضة ضد استغلال واضطهاد رأس المال المالي العالمي المهيمن بدون شريك والنظام الإمبريالي العالمي. على وجه الخصوص يجب تحليل تطور الميزات الجديدة والمتغيرات الجوهرية في الصراع الطبقي العالمي التي ظهرت منذ التنظيم الجديد للإنتاج العالمي والتي ستبرز مستقبلاً.

انطلاقا من هذا التحليل تستخرج الفرص الجديدة ومهام وموارد الحركة العمالية الماركسية اللينينية الثورية العالمية. يتعلق الأمر بالكشف وبعزم، في ما وراء القوى التدميرية الكارثية للإمبريالية، التحضير المادي للاشتراكية على نطاق عالمي، كيف تعبر هذه الأخيرة خاصة في مجال نمو قوى الانتاج الثورية، في ظل تدويل الانتاج الرأسمالي وفي نضالات واشكال التنظيم الجديدة للطبقة العاملة والجماهير. هذا التحضير المادي للاشتراكية والتأزم العام للنظام الإمبريالي العالمي، هي الأسس الموضوعية المتضاربة لانتعاش جديد في النضال من أجل الاشتراكية في الساحة العالمية

شيئ مميز هو تعطش الإنتاج الرأسمالي لدمج الملايين من عمليات الإنتاج الفردية ومئات الملايين من المنتجين للمشاركة في إتحادات انتاجية في جميع أنحاء العالم. بطريقة التفكير المادية الجدلية تكون الإنسانية قادرة على السيطرة على العمليات العالمية، السريعة النمو والمزدادة تعقيدا للإنتاج وإعادة الانتاج للحياة البشرية، بحيث أنها في الاشتراكية / الشيوعية تفيد البشرية جمعاء وتشكل مستوى جديد من الوحدة المستدامة بين الإنسان والطبيعة.

من ناحية أخرى العلم والفلسفة البرجوازية يغوصان في أزمة عميقة، لان خضوعهما لجني الأرباح القصوى، والصراع من أجل السيطرة على الأسواق العالمية والحفاظ على الإمبريالية يكبلهما تماماً. بالتفاعل مع الحركة العمالية والحركة الشعبية، يتطور في المقابل ، تيار اجتماعي علمي ناقد للمجتمع. الرؤى التقدمية الهامة تنشأ فقط في ظل الصراع ضد منافسة الموارد وضد توظيف البحث لصالح استغلال رأس المال وعن طريق تطبيق الجدلية والمادية.

الذي يريد أن يبلور تحليلا دقيقا للتنمية الاجتماعية يجب أن يحرر نفسه من نحيب وأنين الانتهازيين والتحريفيين المعاصرين. فهم لا زالوا مشلولين بفعل انهيار الاتحاد السوفياتي الاجتماعي-الإمبريالي والنظام المسمى "بالاشتراكية الواقعية" المطبق من طرفه. ان الإفلاس الكامل للاتحاد السوفياتي اصابهم في العمق لأنهم تجاهلوا، منذ خروتشوف والمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي في عام 1956، التغير الرجعي البرجوازي للشكل الطبقي في الاتحاد السوفياتي. استرشاداً بطريقة تفكيرهم التحريفية البرجوازية الصغيرة انكروا بشدة الإعادة الرجعية للرأسمالية في الدول الاشتراكية السابقة والجوهر الرجعي للإمبريالية الاجتماعية السوفيتية. طالما أنهم لم يتغلبوا على طريقة التفكير هذه بالنقد الذاتي، فلن يكون بمقدورهم استخلاص النتائج المفيدة من نقطة التحول التاريخية هذه من اجل تقدم الصراع الطبقي البروليتاري.

حتى الإصلاحيين وقعوا في تراجع وإكتآب كبير. فمع استثناءات قليلة، سقطت جميع الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية في أوروبا في السنوات الأخيرة في أزمات حزبية خطيرة. كذلك حال أحزاب الإصلاح اليساري والتحريفيون الجدد، التي نشأت نتيجة لهذه الأزمة - كما حزب "اليسار" في ألمانيا برهن على أنه غير قادر على فهم جوهر التطور الاجتماعي واستخلاص الاستنتاجات الثورية. حسب رأيهم ، بدأت مع "العولمة"، "الرأسمالية المفترسة" و "الليبرالية الجديدة" بالصعود باعتبارها تطور يؤسف له ، ولكن بالإمكان تصحيحه في سياق النظام الرأسمالي. ان وهم العودة الى "دولة الرفاه الاجتماعي" المفترض وأمل إحياء "اقتصاد السوق الاجتماعي" وحلم "العدالة الاجتماعية" في الرأسمالية هو كل ما يتبادر إلى ذهنهم كإجابة على أسئلة العصر / لقضايا اليوم.

بطبيعة الحال، غيرت الإمبريالية بعد الحرب العالمية الثانية، أساليبها الملموسة المستعملة في الاستغلال والاضطهاد. فقد وضعها تشكيل المعسكر الاشتراكي لثلث الإنسانية وتفكيك النظام الاستعماري القديم من خلال حركات التحرر المسلحة، تحت ضغط هائل. من اجل إفساد الوعي الاشتراكي للطبقة العاملة على نحو مستدام ، في المراكز الإمبريالية الكبرى على الأقل ، ارتأت الاحتكارات الحاكمة - وليس فقط في ألمانيا الغربية - منح الإصلاحات الاجتماعية، إلى حد كبير دون نضال، وبالتالي فرض انتشار طريقة التفكير الإصلاحي البرجوازي الصغير في الحركة العمالية. مما لا شك فيه، تمكن الحكام، عبر تشجيع الحياة البرجوازية الصغيرة والعلاقات الأسرية حتى عند الطبقة العاملة ومن خلال تشكيل منظومة كاملة من طريقة التفكير البرجوازية الصغيرة من إيجاد هدوء نسبي دائم لعقود في الصراع الطبقي.

منذ التنظيم الجديد للإنتاج العالمي تفاقم هائل من الضغوط التنافسية العالمية أصبحت "الخردة الاجتماعية" تبدو مجرد عبء غير مفيد بالنسبة للرأس مال المالي العالمي وكوضع انطلاق غير مؤاتي في المعركة من أجل السيطرة على الأسواق العالمية. وبناءً عليه يهاجم الحكام المكاسب الاجتماعية. ولكنهم بهذا يدمرون قاعدة أساسية لمصداقية "دولة الرفاه ".

في السنوات الأخيرة، شكلوا نظام غش وتلاعب ذكي من طريقة التفكير البرجوازي الصغير باعتباره الوسيلة الرئيسية لنموذج الديموقراطية البرجوازية لحكمهم. بعد الحرب العالمية الثانية تغلغل الفكر الإصلاحي البرجوازي الصغير عميقاً في الحركة العمالية العالمية وفتّت ببليغ الاثر الوعي الطبقي ، وعرقل تطور الصراع الطبقي لفترة طويلة.

ادى طريقة التفكير البرجوازي الصغير العقلي إلى إزالة نظام ممنهجة في البناء الجديد للحزب الماركسي اللينيني للطبقة العاملة. وقد جعلت قادتها المتأثرين بهذا الفكر عاجزين عن استخلاص نتائج مبدعة من ترميم الرأسمالية والانحطاط التحريفي للحركة الشيوعية والعمالية القديمة. واستمر هذا لدرجة استعدادهم لتحميل مسؤولية فشلهم للماركسية اللينينية ، ولتصفية الحركة الماركسية اللينينية الشابة. ثم أنهم ابرزوا انفسهم في حركات البرجوازية الصغيرة الإيكولوجية والبرجوازية الصغيرة الديمقراطية والبرجوازية الصغيرة المسالمة حتى ان بعض زعماء المشهد "الماركسي اللينيني" تمكنوا من احتلال كرسي وزاري.

لقد تم دفع طريقة التفكير البروليتاريا للتراجع مؤقتا حتى في الحركة العمالية، ولكن لم يكن بالامكان اخمادها، لأنها تنشئ حتمياً من المجتمع الطبقي الرأسمالي وهي متجذرة تقليديا في الحركة العمالية.

اليوم يقتصر طريقة التفكيرالبرجوازي الصغير إلى حد كبير على إضعاف الروح المعنوية والتضليل والتشويش والحركة العمالية والشعبية، لأنه في الوقت نفسه هناك تزايد للفقر، وزيادة الصراعات المسلحة وتدمير كبير مأساوي للبيئة. نظام طريقة التفكير البرجوازي الصغير يركز أكثر فأكثر على نشر معاداة الشيوعية الحديث كسدٍ في وجه تطور الوعي الاشتراكي. ومع ذلك، فإنه يعد مصدرا قويا لخداع الذات، عندما يامل الحكام باقناع الجماهير بالتخلى الدائم عن النضال من أجل البديل الاجتماعي، الاشتراكية.

 

لقد تطور التأزم الإمبريالي العام عالمياً وهو يشكل الآن النمط المميز لوجوده. الأزمة الهيكلية المزمنة على أساس إعادة تنظيم الإنتاج العالمي والازمات المتزايدة وأزمات مالية واقتصادية التي أصبحت تميل الى الانفجار في فترات زمنية أقصر وبعنف أقوى والأزمات السياسية الكامنة أو المفتوحة، ومخاطرعامة لنشوء الحروب، وتفاقم الأزمة البيئية بشكل مأساوي كبير وتهديد البشرية بالتغير المناخي الكارثي، وأزمة الاستعمار الجديد، أزمة نظام الأسرة البرجوازية واخيرا وليس آخراً أزمة العلم والفلسفة البرجوازية، أصبحت كلها اليوم ظواهر عالمية. أنها تشكل الأساس المادي العام لنشوء أزمة عالمية ثورية ، الظروف الموضوعية والذاتية لنضوج الثورة الاشتراكية العالمية.

اساساً، القادة الإصلاحيون والتحريفيون ليس لديهم موقف ضد النظام الرأسمالي من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، في حال لطفت المساوئ الرأسمالية قليلا وبنفس الوقت حصلو هم على بعض الفتات لصالحهم. وكيف يمكن لاناس بمثل طريقتهم في التفكير ان يدركوا ويوافقوا بانه في الوقت الحاضر تنشأ حالة تاريخية عالمية جديدة ؟ حالة، لا تستطيع فيها البشرية ان تتراجع، بل يجب ان تمضي قدما! تطور تاريخي عالمي، نهايته فقط التحرر من الاستغلال والاضطهاد، إن كان العالم كله لا يريد ان يغرق في الهمجية.

في عملية التقسيم العالمي للعمل على مستوى شبكات الإنتاج العالمية برزت على مدى العقود الماضية، البروليتاريا الصناعية العالمية. واليوم، هي القوة التي يمكن ويجب أن تكون في طليعة النضال ضد الإمبريالية العالمية ومن اجل الاشتراكية . في نضالاتها الاقتصادية والسياسية، يمكنها أن تثبت نفسها فقط في حال استطاعت ان تقضي على الفكر البرجوازي الصغير المنافس وقيامها بالصراع الطبقي والذي ياخذ أكثر وأكثر في الشكل والمضمون، طابعاً عابر للحدود (دولياً).

سياسيون واحزاب شديدة الرجعية وشبه فاشية، والذين يسوّقون بشكل تضليلي من قبل الاعلام البرجوازي على انهم "يمين شعبوي" يريدون بتحريضهم ضد المهاجرين ضرب الوعي الطبقي العالمي النامي. يجب على الطبقة العاملة العالمية أيضا، فضح هذه الشوفينية الرجعية العلنية، بعنصريتها وغوغائيتها الاجتماعية وشعاراتها المنافقة "ضد أولئك في القمة" والوقوف بشدة ضد "الفشينة". فقط البروليتاريا الصناعية العالمية قادرة على قيادة الطبقة العاملة عامة، خارج الحدود الوطنية إلى الثورة العالمية، و إشراك الجماهير التي تقاتل البرجوازيات والدول الوطنية في النضال من أجل التحرير ومنحهم التوجه والافق المنظور. ان كسب تأثير حاسم على البروليتاريا الصناعية العالمية هو المهمة الأساسية وشيء فشيء المهمة المشتركة للماركسيين اللينينيين وجميع الثوريين في كل أنحاء العالم.

دون شك، فإن الطبقة العاملة العالمية لا تزال في موقف دفاعي استراتيجي ضد الرأسمال المالي العالمي. وقد استمر هذا منذ عقود ويتطلب من الثوريين الكثير من الروح المعنوية الثورية والقدرة على التحمل. ولكن الهجمة الاستراتيجية الإمبريالية تعثرت منذ فترة طويلة وبدأت الطبقة العاملة في بلدان رأسمالية مختلفة الهجوم الاستراتيجي المضاد. الانتفاضات الديمقراطية، المناهضة للامبريالية ضد الاستغلال الشديد والقهر الاستعماري الجديد القاس، في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا هي بمثابة مؤشر: رفضت الجماهير حكم الإمبريالية العالمية لها. ان النضال من أجل الدفاع عن الموارد الوطنية ضد النهب الاستعماري الجديد، والجوع، وتدمير أسس العيش الطبيعية، والتغلب على بقايا آثار رجعية للاشكال الإقطاعية وشبه الإقطاعية في الريف ومن اجل ثورة ديمقراطية جديدة على طريق الاشتراكية كانت وستبقى جزءاً، وفي الوقت نفسه الاحتياطي المباشرالاهم للثورة البروليتارية العالمية.

على الرغم من كل التفاوت في الصراع الطبقي في كل بلد على حدة، الا ان البروليتاريا العالمية تحتاج في تحالفها مع جميع المظلومين الى قاسم مشترك الثورة الاشتراكية العالمية. ان تنسيق وتثوير الصراع الطبقي يجب ان يدمج الحركات والمنظمات الجماهيرية التقدمية والديمقراطية والثورية الى قوة عالمية تتفوق على النظام العالمي الإمبريالي. ان استراتيجية وتكتيك البروليتاريا يجب ان تاخذ في الاعتبار الظروف الخاصة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكذلك ، العلاقة العامة مع الثورة العالمية. وهكذا، فإن استراتيجية وتكتيك البروليتاريا تبدو كاوركسترا من استراتيجيات وتكتيك بروليتارية مختلفة للأحزاب العمالية الثورية في البلدان المعنية.

الشرط الأساسي للوحدة الجدلية للمجتمع العالمي والوطني المميز هو وجود أحزاب ماركسية لينينية مستقلة في تلك البلدان. فهي تعلمت من الفساد التحريفي للحركة الشيوعية القديمة واستخلصت استنتاجات خاصة بها. هذه الأحزاب بحاجة لرؤية أيديولوجية وسياسية واضحة ، خاصة فيما يتعلق بخطر التيار التصفوي، بسبب طريقة التفكيرالبرجوازي الصغير في الحركة العمالية والشعبية الثورية. هذه الاحزاب يجب أن تكون واضحة على المستوى الايديولوجي – السياسي، ويتصلب عودها في معمعان الصراع الطبقي ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالطبقة العاملة والجماهير العريضة.

داخل الحركة الماركسية اللينينية الثورية العالمية والطبقة العاملة اندلع جدل مبدئي حول صحة الثورة الاشتراكية العالمية والاعتراف بها كهدف استراتيجي مشترك، وكيفية توحيد الاستراتيجية والتكتيك البروليتاري من أجل إعداد وتنفيذ الثورة العالمية.

بالنسبة للدوغمائيين الثورة لا تعني شيئا سوى نسخ المفاهيم الثورية الناجحة والعزف عليها بشكل مؤثر، - بغض النظر عن الظروف المختلفة بين بلد وبلد أو الظواهر الجديدة والتغيرات الجوهرية في النظام العالمي الإمبريالي. وعندما لا يبقى لهم سوى المعاناة من الهزيمة، فهم يحمّلون الماركسية اللينينية غالباً المسؤولية، يتنازلون بِجَبَانة عن الثورة، ويتحولون الى تصفويين علنيين ومدافعين عن الإمبريالية. العديد من الانقسامات في الحركة الماركسية اللينينية والعمالية العالمية ليست سوى نتيجة بشعة لهذا الاتجاه. هؤلاء الدوغمائيون يستخفون ويشوهون سمعة الثورة العالمية. في حين كانت الثورة العالمية منذ ماركس وإنجلز مرجعا أساسيا لأي استراتيجية وتكتيك ثوري للبروليتاريا. الآن ، مع التنظيم الجديد للإنتاج العالمي نضجت أيضا الظروف الاجتماعية لتحقيقها.

التحريفيون بدورهم لا يجرؤون اصلاً حتى اثارة مسألة الثورة. خيالهم لا يتسع لامكانية حدوث اهتزازات ثورية جديدة في القوة الجبارة لنظام الرأسمال المالي العالمي. و بهذا هم يكتفون يائسين بمواجهة "الليبرالية الجديدة" وبارتباطهم بأشكال مختلفة من اليسارالاصلاحي وضياعهم في فلك النظام البرلماني البرجوازي، حيث يكون بامكانهم في نفس الوقت، التهرب من الاهم، من النضال الثوري من اجل التغلب على الإمبريالية ومن أجل الاشتراكية او حتى يكونوا منزعجين ومحذرين منه.

يجب على الثوار في العالم التعامل مع قوانين الثورة العالمية والإعداد لها. يجب أن يتم تقييم نقدي للتجربة التاريخية لاستراتيجية وتكتيك الثورة العالمية، التي وضعها كل من ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماوتسي تونج، وادخلوها في عملية نقاش تاريخية وطوروها وفقا لشروط ازمنتهم.

فتوحيد الحركات الثورية والعمالية العالمية، الماركسية اللينينية سيمضي قدما فقط ، بقدر ما تستخرج دروسها من مشكلة طريقة التفكير في الحركة الماركسية اللينينية الثورية العالمية والحركة العمالية.

ان إقامة تفوق طريقة التفكير البروليتاري في النضال ضد طريقة التفكير البرجوازي الصغير في الحركة الماركسية اللينينية، الثورية العالمية والحركة العمالية أصبح شرطاً اساسياً في كل انحاء العالم، من اجل الإعداد الناجح لاي ثورة عالمية. هذه المهمة الأساسية - مع مراعاة الطابع العام المشترك - يجب أن تتحقق بتباين في كل بلد على حدة.

ان نهضة جديدة في النضال من أجل الاشتراكية تتم فقط على أساس نوعية جديدة من الأممية البروليتارية في النظرية والممارسة الماركسية اللينينية العالمية والحركة العمالية. هذا سيمارس قوة جذب جديدة للجماهير، وخاصة الطبقة العاملة والشباب.

يجب على الماركسيين اللينينيين في جميع أنحاء العالم التغلب سوياً على القضايا الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية للإعداد للثورة العالمية. الأساس الآمن والمتين لهذا النهوض هو الدفع الجاد للصراع الطبقي الثوري وبناء الحزب في كل بلد.

هذه العملية المعقدة بطبيعة الحال ، لا يمكن ان تنجز بنجاح ، الا من خلال إشراك جميع المنظمات الثورية والأحزاب المنظمة، وعلى قاعدة طريقة التفكير والعمل البروليتاري العلمي.



مع كتاب "فجر الثورة الاشتراكية العالمية"، يهدف الحزب الماركسي اللينيني الالمانيMLPD لتقديم مساهمة نظرية لهذه المهمة العظيمة للثوريين في جميع أنحاء العالم. الكتاب هو نتاج إبداع جماعي لأكثر من 130 ناشطاً، ونشأ فقط بفعل النقاش والتعاون بين الثوريين من مختلف أنحاء العالم. وهو لا يمكنه ولا يريد بالطبع إدعاء تحديد وجهة عامة للحركة الثورية والطبقة العاملة الماركسية اللينينية العالمية، انه مسؤولية الماركسيين اللينينيين وحدهم في ألمانيا ، وهو يمثل توجهاتهم ويمكن استخدامه كمعيار لتقييمهم. ولكن الكتاب يجب أن يكون حافزا ومساهمة في العملية الضرورية من المناقشات النظرية المكثفة والتعاون العملي في الحركة الثورية الماركسية اللينينية والطبقة العاملة العالمية.




ستفان انجل مارس/آذار 2011

 

1 القوى المنتجة تضم العمّال مع مهاراتهم و

خبراتهم، ووسائل الإنتاج ( الموارد الطبيعية والمصانع ومعدات النقل والآلات والعدد ) وتنظيم الإنتاج ( تقسيم العمل ).

 

2 تعود إلى علاقات الإنتاج ملكية وسائل الإنتاج، والعلاقة بين العاملين في الانتاج وتوزيع السلع المنتجة.

وثيقة الأفعال